"دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي" و"جامعة حمدان بن محمد الذكية" تكشفان نتائج دراستهما البحثية المشتركة
بهدف رسم خارطة طريقٍ لمستقبل العمل المؤسسي في القطاع الحكومي

11 ديسمبر 2025 - في إطار التزامها برسم ملامح مستقبل العمل الحكومي، أطلقت "دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي"، بالتعاون مع "جامعة حمدان بن محمد الذكية"، نتائج دراسة بحثية شاملة بعنوان "إعادة تصميم الوظائف والذكاء الاصطناعي كمحركاتٍ للأداء المؤسسي في القطاع الحكومي بدبي".
وجاء ذلك خلال فعاليةٍ خاصَّة نظَّمها مركز ابتكار وبحوث الموارد البشرية التابع للدائرة، في خطوةٍ تتماشى مع مساعي حكومة دبي الحثيثة لاستشراف آفاق مستقبل العمل الحكومي وترسيخ ثقافة التميز والابتكار، مواءمةً مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، ورؤية الإمارة للذكاء الاصطناعي، واستراتيجيات الابتكار وتحسين الأداء على مستوى الحكومة.
وتندرج الدراسة ضمن مشروعٍ استشرافي لتطوير نموذجٍ عملي مستقبلي لبيئات العمل المؤسسي في الدوائر الحكومية في إمارة دبي. وهدفت الدراسة إلى تحليل التأثير المشترك والتبادل الحيوي بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وممارسات إعادة تصميم الوظائف التي يقودها الموظفون بأنفسهم، باعتبارها عوامل أساسية في تعزيز الأداء المؤسسي الشامل. وأولت الدراسة اهتماماً خاصاً بالحاجة لتحقيق تكامل قائم على الأدلة بين التقنيات الذكية والممارسات البشرية المحورية، مما يضمن الارتقاء بالكفاءة التشغيلية ورفع مستوى مشاركة ورضا الموظفين، ويعزز مرونة المؤسسات في مواجهة التغيرات المستقبلية.
وقال سعادة عبدالله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي: "تعكس نتائج الدراسة الرؤية الاستشرافية لحكومة دبي في بناء منظومة عملٍ حكومية مرنة ومبتكرة، كما تجسد التزام الدائرة بتطبيق منهجيةٍ استباقية في تطوير قطاع الموارد البشرية، تقوم على ركيزتي المعرفة والابتكار. ويشكل الدمج الاستراتيجي بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وتمكين الموظفين من إعادة تشكيل أدوارهم الوظيفية، خطوةً محورية في مسار تعزيز مكانة دبي التنافسية على الخريطة العالمية."
وأضاف سعادته: "نثمن الدور المحوري لـجامعة حمدان بن محمد الذكية كشريكٍ أكاديمي استراتيجي لهذا العمل البحثي، حيث يمثل تعاوننا نموذجاً يُحتذى به في العمل المؤسسي المشترك بين القطاعين الحكومي والأكاديمي. وتجسد هذه الخطوة الأهمية التي نوليها للاستثمار في رأس المال البشري والابتكار في أساليب العمل لتمكين التحول المؤسسي، وحرصنا على مواصلة ترسيخ ثقافة التعلُّم الذكي والتطوير المستدام في نسيج منظومة الموارد البشرية الحكومية."
قال سعادة الدكتور منصور العور، رئيس جامعة حمدان بن محمد الذكية:
"تمثل هذه الدراسة خطوة رائدة تعكس الدور الذي تضطلع به جامعة حمدان بن محمد الذكية في استشراف مستقبل العمل الحكومي، ترجمةً لرؤية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في بناء منظومات مؤسسية أكثر جاهزية وقدرة على الابتكار. ويؤكد تعاوننا مع دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي أهمية توظيف المعرفة الأكاديمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنتاج حلول عملية تُسهم في الارتقاء بكفاءة العمل الحكومي وتعزيز تنافسية دبي عالمياً.
إن النتائج التي خلصت إليها الدراسة تكشف مستوى رفيعاً من الوعي والجاهزية لدى موظفي حكومة دبي، وقدرتهم على إعادة تشكيل أدوارهم الوظيفية بما يعزز ثقافة التميز ويُرسّخ أثراً مستداماً في الأداء المؤسسي. وتؤكد هذه المؤشرات أن الاستثمار في تنمية الإنسان وتمكينه من أدوات المستقبل هو الطريق الأمثل لصناعة حكومة مرنة ومبتكرة قادرة على مواكبة التحولات المتسارعة."
هذا، وكشفت الدراسة البحثية عن مؤشرات أداء متقدمة، تعكس مدى النضج الذي وصل إليه العمل الحكومي في دبي. وتمثلت أبرز النتائج في مشاركةٍ غير مسبوقة للموظفين وبنسبة 93%، حيث أظهر الموظفون مستوى استثنائياً من الانخراط والإقبال على المشاركة في إعادة تصميم أدوارهم ومساراتهم الوظيفية، وهو ما يعكس بيئة عمل محفزة وتوجهاً إيجابياً نحو بناء تجارب عمل ذات معنى، تعزز الشعور بالملكية والمسؤولية والدافعية المهنية. وكشفت النتائج أيضاً عن مستوى متقدم لاستخدام الذكاء الاصطناعي وبنسبة 76%، حيث سجلت الجهات الحكومية مستوى متقدماً في تبني وتكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن عملياتها التشغيلية. وتعكس هذه النسبة اعتماداً واسع النطاق على الحلول الرقمية الذكية لدفع عجلة الكفاءة والابتكار في بيئات العمل، وتميزاً في مستوى الأداء المؤسسي بلغ 94%، حيث حقَّقتْ الجهات الحكومية في دبي مستويات أداء استثنائية، إذ يبرز التحليل الإحصائي للدراسة أن كلاً من "إعادة تصميم الوظائف" و"تبني الذكاء الاصطناعي" يشكلان محركين رئيسيين لهذه الكفاءة المؤسسية العالية وتحقيق النتائج الاستراتيجية المستدامة.
وتشكل هذه الدراسة البحثية نموذجاً مميزاً للشراكات البنَّاءة بين المؤسسات الحكومية والجامعات الرائدة، بهدف التطوير المشترك لحلول مبتكرة تجمع بين المعرفة الأكاديمية والعامل التطبيقي، مما يدعم توجُّهات حكومة دبي في بناء سياساتٍ مدروسة قائمة على البحث العلمي والتحليل الدقيق.
واختتمت الفعالية بجلسةٍ نقاشية حوارية جمعت نخبةً من الخبراء والمتخصصين من القطاعين الحكومي والأكاديمي، تم خلالها مناقشة أبرز التوصيات العملية التي خلصت إليها الدراسة. وركز النقاش أيضاً على سبل تعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة الموارد البشرية، وآليات دعم مبادرات إعادة تصميم الوظائف لمواءمتها مع تطلعات استراتيجية دبي للتميز الحكومي، مما يضع إطار عمل واضح للخطوات المستقبلية.






