فريق "مقياس الضاد" يُتم الاستبيان الميداني الأضخم في العالم العربي تمهيداً لإطلاق أول إطار علمي شامل لقياس مهارات القراءة باللغة العربية
.

أبوظبي، 18 يونيو 2025- في خطوةٍ طموحة نحو تعزيز إجادة القرائية باللغة العربية لدى الطلاب الناطقين بها، أعلنت شركة أرابيك سكال المعروفة بـ"مقياس الضاد" عن إتمام المرحلة النهائية من الاستبيان الميداني، تمهيداً لإطلاق المقياس رسمياً خلال الربع الثالث من العام الجاري. ويأتي هذا الإنجاز تتويجاً لجهود بحثية مكثفة شملت منهجيات علمية متطورة، بالتعاون مع وزارات التربية والتعليم في عددٍ من الدول العربية، ومئات الخبراء والمعلمين.
وشملت الدراسة الميدانية أكثر من 110,000 طالب ضمن 204 مدرسة في 70 مدينة وقرية في 9 دول عربية، في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، وسلطنة عُمان، والمملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المغربية، ودولة ليبيا، والجمهورية اللبنانية، وجمهورية العراق، لتعكس بذلك شمولية المبادرة واتساع نطاقها. وقد نُفِّذت أدوات التقييم إلكترونياً باستخدام أجهزة متنوعة، مدعومةً بمنهجيةٍ صارمةٍ في اختيار وتدريب الكُتَّاب والمراجعين لضمان جودة المحتوى ومصداقية النتائج.
وخلال تطوير عناصر الاستبيان الميداني، قام فريق العمل بمراجعة مجموعةٍ من المعايير وأطر العمل القرائية، واعتماد الإطار الإدراكي الاجتماعي (Khalifa & Weir 2009)، وهو إطارٌ استخدمته هيئاتٌ مرموقة في تقييم الامتحانات، من ضمنها جامعة كامبردج. ويرتكز الإطار الإدراكي الاجتماعي لفهم القراءة على عدة عناصر رئيسية، وهي المعرفة اللغوية؛ والمعالجة الإدراكية؛ والخلفية المعرفية؛ والاستراتيجيات الميتا-إدراكية.
واستند تطوير "مقياس الضاد" إلى منهجية التثليث البحثي، التي تجمع بين التحليل الكمي والنوعي لمصادر بيانات متعددة، بالإضافة إلى الاستبيان الميداني لقياس مستويات القرائية، مما يعزز دقة النتائج وموثوقيتها. شملت هذه المنهجية بناء مكنزٍ لغوي ضخمٍ يضم أكثر من 70 مليون تركيبٍ وكلمة مستخلصة من تحليل أكثر من 8,000 كتابٍ عربي في مجالات ومواضيع مختلفة اختيرت بعناية لتمثيل تنوع اللغة العربية وغناها الثقافي.
وشملت المنهجية أيضاً إجراء دراسة مقارنةٍ للنصوص العربية بمشاركة أكثر من 450 خبير ومعلم لغة عربية من 18 دولةٍ عربية. وقدّم الاستبيان للمشاركين نَصين مكتوبين لتحديد أكثرهما صعوبةً، واستُخدِمَتْ بيانات الاستبيان في إنشاء تصنيفٍ مقارن لـ 2000 نصٍ مكتوب حسب درجة الصعوبة، وبالتالي تشكيل الركيزة الأساسية لخوارزميات تعلُّم الآلة الخاصة بمعادلات القرائية لمقياس الضاد، علماً أنَّ دراسة المقارنة الثنائية تعد منهجيةً معروفة في مجال تعلُّم الآلة.
خدماتٌ ذكيةٌ و شاملة وحلولٌ مبتكرةٌ واسعةُ النطاق
يقدّم "مقياس الضاد" حزمةً شاملةً من الأدوات والخدمات الذكية المصممة لرفع جودة القرائية باللغة العربية وتقييمها بدقة. وتشمل أبرز هذه الأدوات "الميزان القرائي"، وهو أداةٌ حديثة تقيس مستوى القرائية، وتساعد المعلمين في تشخيص أداء الطلبة وتحديد احتياجاتهم بدقة.
وتشمل الأدوات أيضاً الاختبارات المعيارية المحكمة، والتي تستند إلى معايير علمية دقيقة وعادلة وتُستخدم لتحديد مستويات الأداء القرائي للطلبة بشكل موضوعي ومنهجي، و"محلل النصوص الذكي"، وهو أداةٌ مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحليل مستوى سهولة أو صعوبة النصوص بما يتناسب مع كل فئةٍ عمريةٍ أو مستوى دراسي. إضافة إلى ذلك، يتضمن المقياس قوائم الكلمات المفتاحية المصنفة، والتي تضم قاعدة بياناتٍ ثرية للمفردات الأكاديمية، ومنصة "أبحث عن كتاب" التي تقدم مكتبةً رقميةً ذكيةً تتيح للمعلمين وأولياء الأمور والطلبة الوصول إلى نصوص وكتب ملائمة لمستوياتهم القرائية واهتماماتهم الأكاديمية. ويمثل "مقياس الضاد" أيضًا أداة مبتكرة في تشكيلِ "مخطط النمو القرائي"، وهو نظامٌ تنبؤي يراقب تطور الأداء القرائي للطلاب بمرور الوقت، ويقدم مؤشراتٍ دقيقة لتوجيه الخطط التعليمية بناءً على الاحتياجات الفردية.
مرجعيةٌ علميةٌ لتطوير التعليم العربي
يمثل "مقياس الضاد" نقلةً نوعيةً في دعم وتعزيز إجادة اللغة العربية، حيث يوفر أدواتٍ معياريةً وعلميةً تساعد على تطوير مناهج تعليمية أكثر فعالية واستجابة لاحتياجات المتعلمين المشخصنة، كما يدعم الباحثين وصُنّاع القرار التربوي ببيانات دقيقة تساعد على فهم التحديات اللغوية ووضع حلول مبتكرة لها. ويهدف المشروع إلى تمكين الطلبة من توظيف اللغة العربية بثقةٍ وكفاءة في مختلف السياقات الأكاديمية والمهنية، بما يُرسي معايير جديدة للتميّز في تعليم اللغة العربية.